في فعالية رائدة تجمع بين الفن والثقافة والتاريخ، سيستضيف فاوندري قريباً معرضاً لا يُضاهى. من 20 سبتمبر إلى 31 أكتوبر 2024، سيستقدم “آندي وارهول، ذا غلام فاكتوري” أكثر من 100 قطعة أصلية للفنان الراحل إلى الإمارات العربية المتحدة لأوّل مرّة، ما يشكّل أوّل عرض على الإطلاق لروائع وارهول الأصلية في الإمارات. يعِد هذا المعرض، الذي تنظّمه ندى غندور باصطحاب الزوّار إلى عالم الفن الشعبي بأسلوب وارهول مع تقديم إضاءات جديدة عن حياته وأعماله.
فاوندري من إعمار، هو مساحة فنية تقدمية تقع في وسط مدينة دبي، ومصمّمة لإشراك المجتمع المحلي والدولي من خلال الفنّ والثقافة والتعاون الإبداعي. وتشكّل تجهيزاته الفريدة التي تشمل المعارض ومساحات العمل المشترك والتجارب الثقافية الغامرة، الخلفية المثالية لاستضافة أعمال وارهول الشهيرة.
إنّ ارتقاء وارهول من رسّام تجاري إلى “رائد فنّ البوب” يعدّ تحوّلاً ثورياً بامتياز. ورسومه النابضة بالألوان لمشاهير مثل مارلين مونرو وعلب حساء كامبل الشهيرة وتقنياته المبتكرة في طباعة الشاشة، تحدّت الحدود التقليدية للفن، وجعلته متاحاً للجمهور. ويوضّح جوسيبي موسكاتيلو، رئيس قسم الفنون والمعارض في فاوندري، قائلاً: “يقدّم هذا المعرض منظوراً جديداً لوارهول لم يسبق له مثيل في الإمارات العربية المتحدة. ونحن نتعمّق في الروايات وراء عمليته الفنية ورؤيته وتأثيره الدائم على ثقافة البوب المعاصرة”.
ما يميّز هذا المعرض هو هيكله المزدوج. القسم الأول، “آندي وارهول: من الظلال إلى الضوء”، يأخذ الزوّار في رحلة عبر حياة الفنان المهنية، بدءاً من أيامه الأولى كرسام تجاري. ثمّ يتّضح تطوّر وارهول من إنشاء إعلانات لمجلة فوغ ومجلة ذا نيو يوركر إلى صياغة بعض الرسوم الأكثر شهرةً في القرن العشرين. إنّ إتقانه للرسوم التوضيحية والتصوير الفوتوغرافي وتقنيات الإنتاج الضخم أعاد تعريف الفن في مجتمع يركّز على المستهلك. ويضيف موسكاتيلو: “قام وارهول بدور محوري في تشكيل مشاهد فنّ البوب الحديثة والمعاصرة”. وأضاف: “لقد حوّل دور الفنان ودمج الصور التجارية والمنتَجة بكميات كبيرة في الفن الراقي، والذي لا يزال يؤثّر ليس فقط على عالم الفنّ ولكن أيضاً على قطاعات مثل الموضة والإعلام”.
القسم الثاني، “ذا غلام فاكتوري: الفنّ يلتقي بالأعمال”، يستكشف استوديو وارهول الشهير، حيث يجتمع الفنانون والموسيقيون والرموز الثقافية. تعكس هذه المساحة انتقال وارهول من فنان إلى أيقونة ثقافية. رسومه الشخصية الشهيرة، بما في ذلك إليزابيث تايلور وميك جاغر، تتجاوز حدود الفن، فهي تجسّد ولع وارهول بالشهرة ووسائل الإعلام والاستهلاك.
وبعيداً عن الفن نفسه، تم تنسيق المعرض بدقّة على يد ندى غندور التي تضيف عمقاً ومنظوراً حديثاً إلى أعمال وارهول. أشارت غندور قائلة: “يحثّ هذا المعرض الزوّار على التفكير في كيفية بقاء فنّ وارهول ذي صلة بعالم اليوم”. سواءٌ أكان ذلك ينتقد المستهلك أو يصور ثقافة المشاهير، لا يزال تأثير وارهول ملحوظاً في قطاعات الموضة والإعلان ووسائل الإعلام اليوم. يؤكّد موسكاتيلو على هذه النقطة: “يتردّد صدى استكشاف وارهول لثقافة المستهلك والمشاهير الآن أكثر من أيّ وقتٍ مضى. سيختبر الزوّار كيف يستمرّ إرثه في تشكيل الثقافة الحديثة.”
تتواءم رؤية فاوندري المبتكرة كمساحة ثقافية تماماً مع الطموح وراء هذا المعرض. يوضح موسكاتيلو أن مهمّة فاوندري هي تخطّي حدود المساحات الفنية التقليدية: “هدفنا إنشاء منصّات للمعارض الرائدة مثل “آندي وارهول، ذا غلام فاكتوري”. نحن نهدف إلى تعزيز المحادثات حول دور الفنّ في الحياة المعاصرة والمساهمة في المنظومة الثقافية الحيوية في دبي.” ومن خلال استضافة هذا المعرض، تؤكد فاوندري مرّة أخرى على التزامها بأن تكون لاعباً رئيسياً في المشهد الفني المحلّي والإقليمي عبر توسيع نطاق الوصول الثقافي لدبي على الساحة العالمية.
في جوهره، يحتفي “آندي وارهول، ذا غلام فاكتوري” بقدرة وارهول الثورية على تحويل الأغراض اليومية إلى تحف فنّية وأشخاص عاديين إلى رموز. يقول موسكاتيلو: “لقد أتاح وارهول الإبداع، وجعل الفن في متناول الجميع. يتوجّه عمله إلى جمهور عالمي، وهذا شيء نأمل أن يتواصل معه الزوّار بعمق”.
ولإضافة المزيد إلى التجربة الغامرة، صمّم المهندس المعماري إبراهيم كومبارجي المقيم في نيويورك مساحة المعرض لتعكس روح وارهول الرائدة. تدمج هندسته المعمارية بين التصميم المتطوّر ورؤية وارهول الفنية، حيث تعيد إنشاء مساحات شهيرة مثل ذا سيلفر فاكتوري، واستوديو وارهول الأصلي في نيويورك، واستوديو 54، وهو الملهى الليلي حيث تعرّف وارهول على دائرة الفنانين والمشاهير.
بالنسبة لدبي، يُعدّ “آندي وارهول، ذا غلام فاكتوري” أكثر من مجرّد معرض، فهو يعزّز مكانة المدينة كمركز ثقافي عالمي متنامي. تقول رانيا عاشور مؤسِّسة “الفن للجميع”، وهي المنظمة التي أحضرت المعرض إلى دبي: “هذا المعرض هو رحلة إلى عقل عبقري. إنّه احتفال بالإبداع والثقافة، وتشرّفنا مشاركة تراث وارهول مع مجتمعنا.”
سواءٌ أكنتَ من محبّي فنّ وارهول المخلصين أو كانت أعماله جديدة عليك، فلا تفوّت زيارة هذا المعرض. يدعو “آندي وارهول، ذا غلام فاكتوري” الزوّار للاطّلاع على تراث وارهول بطريقة شخصية وعامّة في الوقت نفسه، وذلك بفضل جمعه بين الفن المميّز، والتنسيق المتعمّق، ومساحة المعارض الغامرة.
تتوفّر تذاكر “آندي وارهول، ذا غلام فاكتوري”، عبر منصّة “فيفر”، وسيُقام المعرض في فاوندري في وسط مدينة دبي، من 20 سبتمبر إلى 31 أكتوبر 2024.