فضاءات خيالية: فنّانات يعِدن تعريف العالم في فاوندري، وسط مدينة دبي

هذا الشتاء، يفتح فاوندري في وسط مدينة دبي أبوابه أمام معرض فضاءات خيالية؛ وهو معرض جماعي جذّاب يستكشف نقاط التقاء الهوية والهجرة والتغيير الاجتماعي. من 9 نوفمبر إلى 15 ديسمبر 2024، يجمع المعرض أعمال 28 فنانة من جنوب آسيا والشرق الأوسط وبلدان ما بعد الاتحاد السوفييتي، ويقدّم مجموعة غنية من القصص التي تُروى من خلال المنسوجات واللوحات وتركيبات الفيديو وقطع الأداء. وتقدّم الفنّانات المستقلّات وغير الممثّلات لجهة معينة وجهات نظر فريدة حول الفضاءات التي يعيشن فيها؛ وهي مساحات تستكشف أعمالهن وتتخطّى حدود الجغرافيا المادية لتغوص في أعماق العوالم العاطفية والسياسية والثقافية.

وتكمن في قلب هذا المعرض رؤية جديدة ومبتكرة للفضاءات، تتجاوز مفهوم التضاريس الطبيعية لبناء عوالم فنية متكاملة تتشكّل من تداخل الذكريات الشخصية مع الذاكرة الجمعية للمجتمعات. كما تقدّم هذه الأعمال أفكاراً حول الانتماء والاغتراب والتحوّل والتأثير المستمرّ للهجرة على حياة الأفراد. ويأخذ المعرض زوّاره في رحلة استكشافية عميقة تتداخل فيها الحدود بين العام والخاص، حيث تتشابك القصص الشخصية مع التجارب الاجتماعية، ليقدّم منظوراً جديداً يدعونا لإعادة النظر في فهمنا للعالم وعلاقتنا به.

ويتألق في المعرض إبداع فنانات عالميات مرموقات، منهن إيرينا ناخوفا وأوكسانا ماس، اللتّان ذاع صيتهما بأعمالهما العميقة في استكشاف مفاهيم الهوية والذاكرة، وحظيت أعمالهما بتقدير دولي في بينالي البندقية. تنضمّ إليهما المواهب الناشئة التي تتّخذ من دولة الإمارات العربية المتحدة مقرّاً لها، مثل سارة ماسيناي وصوفيا خواجة، وتقدّمان وجهات نظر دافئة حول الوطن والاغتراب والهوية الشخصية. ويسلط المعرض الضوء أيضاً على مساهمات آنّا أفونينا وألماجول مينليباييفا وفاطمة أوزدينوفا، واللاتي تتحدى أعمالهن النظم الأبوية وتستكشف التفاعل بين الحقائق السياسية والتغيير الاجتماعي. وتفتح هذه الأصوات المتنوّعة حواراً جذّاباً، حيث تربط القصص الشخصية بالمحادثات الثقافية الأكبر عبر مجموعة من الوسائط الفنية.

ما وراء جدران المعرض

ولا يقتصر معرض فضاءات خيالية على جدران المعرض وحسب؛ بل يدعو الزوّار إلى التفكير في بيئاتهم وطريقة تأثّر الفنّ بالبيئة العصرية. ويوسّع المعرض حواره ويمتدّ ليشمل شوارع دبي وتصاميمها العامّة المتغيّرة باستمرار. كما تستكشف الأعمال الفنية المعروضة قضايا محورية معاصرة كالهوية، وتجارب الهجرة، والتحوّلات السياسية، ما يفتح آفاقاً جديدة للتأمّل في كيفية تأثير هذه العوامل على المسارات الشخصية للأفراد وعوامل التغيير الاجتماعي الأوسع. ومن خلال مزيج متناغم من التجارب الفنية الغامرة، والمجسّمات الفنية التفاعلية، والعروض المبتكرة، يُدعى الزوّار للمشاركة في حوار عميق يستكشف العلاقة المتشابكة بين المساحات العامة والخاصة في حياتنا المعاصرة. ويؤكّد المعرض على رؤية مفادها أن الفضاءات والمساحات تتجاوز كونها مجرد مسرحاً للتجربة الإنسانية، لتصبح عناصر حيوية وفاعلة في صياغة الهويات الفردية وتشكيل النسيج الاجتماعي.

المشهد الفنّي المتطوّر في فاوندري دبي

فاوندري من إعمار هو مساحة هجينة للفنون التقدمية، يقع في بوليفارد كريسنت في وسط مدينة دبي، وسرعان ما أصبح مركزاً إبداعياً للمواهب الإقليمية والعالمية، ويشتهر بمزيجه المبتكر من مساحات المعارض وبيئات العمل المشترك والبرامج الثقافية. ويهدف هذا المكان إلى تعزيز التبادل الفني، وربط وجهات النظر المختلفة عبر معارض مثل فضاءات خيالية. وهو يوفّر منصّة يلتقي فيها المبدعون المحليون والأصوات الدولية، ما يؤكد على طموح دبي في أن تصبح وجهة عالمية للفنون.

وكجزءٍ من محفظة إعمار العقارية، يعكس فاوندري وسط مدينة دبي التزام الشركة بدمج الثقافة والمجتمع الإبداعي المحلّي في مشاريعها التطويرية. حيث تدعم إعمار، المعروفة بابتكار معالم بارزة، مثل برج خليفة ودبي أوبرا، المبادرات التي تعزّز التعبير الفني والتعاون. ويجسّد فاوندري هذه الرؤية عبر بناء مساحات تغذّي الإبداع، بما يتماشى مع استراتيجية الاقتصاد الإبداعي في دبي لتوسيع قطاع السياحة الفنية وترسيخ موقع المدينة كوجهة رائدة للثقافة والابتكار.

التواصل عبر القصص

في الوقت الذي تهيمن فيه الهجرة والذاكرة والهوية على المحادثات العالمية، يقدّم معرض فضاءات خيالية عدسة فنّية يمكن عبرها الاطّلاع على هذه الموضوعات. ومن خلال تسليط الضوء على الشخصيات الفنية المعروفة والناشئة على حدّ سواء، يوفّر المعرض منصّة للقصص الشخصية للدخول في حوار ثقافي أكبر. ويؤكد المعرض على الطبيعة المتطوّرة للفنّ المعاصر في المشهد الثقافي المتطوّر في دبي وقدرتها على بناء روابط بين مختلف الجماهير.

يستخدم الفنّانون أعمالهم للتفكير في تعقيدات الفروقات بين الجنسين والسياسة، حيث يبتكرون قطعاً فنّية تلقى صدىً لدى المشاهدين على المستويين الشخصي والاجتماعي. وكمساحة هجينة للفنون التقدّمية، يطرح المعرض فكرة أنّ الفنّ يمكن أن يكون بمثابة جسراً بين التجارب الفردية والتاريخ الجماعي، وهو ما يشجّع عشّاق الثقافة والجماهير على التفكير في مكانهم الخاصّ ضمن هذه الروايات.

لا تفوّت الموعد!

يوفّر معرض فضاءات خيالية تجربة غامرة ستترك في نفسك انطباعاً دائماً. وسواء أكنتَ من عشّاق الفنّ أو من محبّي الفضول بشأن وجهات النظر الجديدة، فإنّ هذا المعرض يوفّر فرصة للمشاركة بعمق في القصص التي تتجاوز الحدود الثقافية.

بدءاً من 9 نوفمبر إلى 15 ديسمبر 2024 في فاوندري، وسط مدينة دبي، سوف يشكّل معرض فضاءات خيالية أحد أبرز معالم أجندة المدينة الثقافية. استكشف الأعمال، وفكّر في موضوعاتها، واستمتع بالأجواء النابضة بالحياة في وسط مدينة دبي؛ لأنّ بعض الرحلات يحمل معنى كبيراً للغاية بحيث لا يمكن تفويته.