إذ أصبحت أهمية التنمية العقارية المستدامة أكثر وضوحاً من أيّ وقتٍ مضى، مع مواجهة عالمنا التحدّيات البيئية. وفي الإمارات العربية المتحدة، حيث يجتمع النموّ العصري السريع والابتكار المتقدّم، يأتي قطاع العقارات في صميم هذا التطوّر. وتُجدّد إعمار العقارية، التي أعلنت حديثاً عن عضويتها في مجلس الإمارات للأبنية الخضراء، التأكيد على التزامها العميق بالاستدامة، وتمهّد الطريق لمستقبل أكثر موافقة للبيئة في الإمارات العربية المتحدة.
ما أهمية العقارات المستدامة؟
لا تعتمد العقارات المستدامة فقط على بناء هياكل موافقة للبيئة، بل أيضاً على إنشاء مساحات لازدهار الناس والكوكب على حدّ سواء. فبدءاً من التصاميم الموفّرة للطاقة، ووصولاً إلى مصادر الطاقة المتجدّدة، تهدف التنمية المستدامة إلى الحدّ من التأثير البيئي مع تحسين جودة حياتنا.
وفي الإمارات العربية المتحدة، حيث تتطوّر الأبنية الشاهقة باستمرار، الاستدامة ليست مجرّد كلمة رنّانة، بل هي ضرورة. وفي هذا السياق، تضع رؤية الإمارات 2021 واستراتيجية الإمارات للطاقة 2050 أهدافاً واضحة للحدّ من انبعاثات الكربون وتعزيز استخدام الطاقة النظيفة. وبالنسبة لمطوّري العقارات، يعني ذلك تبنّي معايير الأبنية الخضراء مثل الريادة في الطاقة والتصميم البيئي (LEED) لضمان مساهمة المشاريع الجديدة بشكل إيجابي في البيئة.
الالتزام بمستقبل مستدام
إن قرار إعمار العقارية بالانضمام إلى مجلس الإمارات للأبنية الخضراء يعكس تفانيها في تحقيق الاستدامة. حيث تأسّس مجلس الإمارات للأبنية الخضراء في العام 2006، ويقوم بدور محوري في تعزيز ممارسات الأبنية الخضراء في جميع أنحاء الإمارات العربية المتحدة. وبانضمامها إلى عضوية المجلس، تتوافق إعمار مع مهمّته المتمثّلة في تعزيز الاستدامة ودعم حركة الأبنية الخضراء في دولة الإمارات العربية المتحدة.
ويقوم مجلس الإمارات للأبنية الخضراء بدور أساسي في تعزيز ثقافة الاستدامة في قطاع البناء في الإمارات العربية المتحدة. ويشجّع المجلس على استخدام أنظمة تصنيف متّسقة، ويدعم تنفيذ اللوائح الخضراء، ويسهّل مشاركة المعرفة بين الجهات الفاعلة في القطاع. ومن المتوقع أن يؤدّي هذا التعاون بين إعمار ومجلس الإمارات للأبنية الخضراء إلى تسريع اعتماد الممارسات المستدامة عبر مشاريعها، ما يساهم في إنشاء بيئات عصرية موافقة للبيئة في الإمارات العربية المتحدة.
عراقة إعمار في مجال الاستدامة
لطالما كانت إعمار مناصرة للتنمية المستدامة. وقد أرست المشاريع الشهيرة مثل وسط مدينة دبي، ومرسى دبي (دبي مارينا)، ودبي هيلز استيت معايير جديدة لإدراج المساحات الخضراء، والأنظمة الموفّرة للمياه، والتقنيات الموفّرة للطاقة. ويعدّ برج خليفة جوهرة التاج في جهود الاستدامة التي تبذلها إعمار.
ففي فبراير 2024، حاز برج خليفة على شهادة LEED O+M البلاتينية الراقية، وهو أعلى معيار لتشغيل الأبنية الخضراء وصيانتها. وتُعزّز هذه الشهادة مكانة برج خليفة كرمز عالمي، وتعكس في الوقت نفسه التزام إعمار بالريادة بالقدوة في مجال الأبنية الخضراء.
وبالانضمام إلى مجلس الإمارات للأبنية الخضراء، تضاعف إعمار التزامها بالاستدامة، ما يضمن أنّ المشاريع التطويرية المستقبلية لا تفي بالمعايير البيئية فحسب، بل تتجاوزها. ويفتح هذا الانضمام المجال أمام إعمار للتعاون مع روّاد القطاع الآخرين، وتعزيز الابتكار في مجال البناء المستدام، وتخطّي حدود المستحيل.
المسار نحو العقارات المستدامة في الإمارات العربية المتحدة
يعيش قطاع العقارات في الإمارات العربية المتحدة فترة محورية، حيث تحتلّ الاستدامة مركز الصدارة للمطوّرين والمستثمرين وصنّاع السياسات على حدّ سواء. وتمثّل شراكة إعمار مع مجلس الإمارات للأبنية الخضراء خطوة كبيرة في هذا المسار، حيث تسلّط الضوء على قوّة الجهود الجماعية في تحقيق أهداف الاستدامة الطموحة لدى الإمارات العربية المتحدة.
وبالنظر إلى المستقبل، فمن المرجّح أن تتشكّل العقارات المستدامة في الإمارات العربية المتحدة من خلال التطوّرات المستمرّة في تقنيات الأبنية الخضراء، والأطر التنظيمية الأكثر صرامة، والطلب المتزايد في السوق على مساحات المعيشة الموافقة للبيئة. وباعتبارها إحدى الشركات الرائدة في مجال التطوير في الإمارات العربية المتحدة، فإنّ وضع إعمار المناسب يتيح لها قيادة هذا التحوّل، وإرساء معايير جديدة للاستدامة في القطاع.
باختصار، يُعدّ انضمام إعمار إلى مجلس الإمارات للأبنية الخضراء بمثابة تجديد التأكيد على التزامها طويل الأمد بمستقبل أكثر موافقة للبيئة وأكثر استدامة. ومع استمرار الإمارات العربية المتحدة في المضيّ قدماً في تحقيق أهدافها البيئية، سيكون لهذه الشراكات دور حاسم في توجيه قطاع العقارات نحو مسار أكثر استدامة ومسؤولية. ومع إرساء برج خليفة الحاصل على شهادة LEED أعلى المعايير، لا تقوم إعمار ببناء الهياكل فحسب، بل تُنشئ إرثاً للأجيال القادمة.